تحت شعار : المدرس، محرك تحول التربية والتعليم ،شهدت العاصمة المغربية الرباط يومي 26 و27 سبتمبر 2024 حدثًا تربويًا غير مسبوق، حيث احتضنت فعاليات المنتدى الوطني للمدرس بمشاركة 3000 تربوي من مختلف المديريات الإقليمية والأكاديميات. جسّد هذا المنتدى نقلة نوعية في تقديم المدرس المغربي بالمكانة التي يستحقها، عبر تنظيم بمستوى عالمي وبرامج تواكب تطلعات العصر. منذ اللحظات الأولى، لامس المشاركون مدى الاحترافية في التنظيم. فالفضاءات المصممة بعناية استوعبت الأعداد الكبيرة للحضور،قد زُوّدت بتقنيات صوتية وشاشات عرض فائقة الجودة مما أتاح تجربة تفاعلية غامرة. ولم تُغفل التفاصيل الدقيقة؛ فالتكييف المثالي والإضاءة المدروسة وأماكن الجلوس المتنوعة، جعلت من المشاركة متعة حقيقية.
عكست فقرات المنتدى تنوعًا وثراءً في المحتوى، حيث تناولت مواضيع حيوية مثل التوجيه، والمشروع الشخصي للمتعلمين، والتعليم الصريح. لكن الأبرز كان التركيز على إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، مع تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي كرافد جديد في العملية التعليمية. هذا الاهتمام يعكس وعي المنظمين بأهمية التحول الرقمي وتأثيره المستقبلي. أضفى تنوع المتدخلين من أساتذة جامعيين وباحثين وخبراء ومدرسين ومفتشين، بعدًا أكاديميًا وحيويًا على النقاشات. وقد سارت الجلسات وفق البرنامج المحدد، مما ساهم في تحقيق أقصى استفادة للمشاركين. كانت المداخلات ثرية، فتحت آفاقًا جديدة وأثرت التجربة التعليمية للحضور. تجسيدًا لشعار المنتدى حول التكنولوجيا، تم توفير تطبيق رقمي متكامل يحتوي على جميع تفاصيل الفعاليات، من جداول زمنية وورش عمل ومعلومات عن المتحدثين، مما سهّل على المشاركين تنظيم وقتهم والتفاعل مع المحتوى. كما انتشرت شاشات البث المباشر في كل أرجاء المكان، مع فريق خدمات حاضر لتلبية أي احتياج، مما عزز من تجربة المشاركة.
لم يقتصر المنتدى على النقاشات الأكاديمية فحسب، بل امتد ليشمل جوانب تحفيزية. فقد تم استضافة نجوم من عالم الرياضة والفن، الذين شاركوا قصص نجاحهم وأكدوا الدور المحوري للمدرس في مسيرتهم.

وفي ختام الفعاليات، تم تكريم المدرسين المتميزين وتوزيع الجوائز عليهم، في لفتة تعكس التقدير والاعتزاز بجهودهم. حمل المنتدى رسالة قوية مفادها أن المدرس هو قلب العملية التعليمية وروحها. لقد نجح الحدث في ترسيخ هذه الرسالة، وفتح الباب أمام رؤية جديدة تتماشى مع تحديات العصر ومتطلباته. كانت تجربة المنتدى بمثابة حلم تحقق، تجربة نأمل أن تستمر وتتطور في الأعوام القادمة، لترسخ مكانة التعليم كقوة دافعة للمجتمع نحو التقدم والازدهار. إن المنتدى الوطني للمدرس لم يكن مجرد حدث عابر، بل محطة فارقة في مسار التعليم المغربي. تجربة جمعت بين الاحترافية والإبداع، ووضعت تصورًا مستقبليًا يليق بطموحات الأمة. ونحن كجزء من هذا المجتمع التربوي، نتطلع بشغف إلى مزيد من المبادرات التي تعزز دور المدرس وتدفع بعجلة التعليم نحو آفاق أرحب.





